تُعتبر مستويات التعليم الابتدائي والثانوي ذات أهمية كبيرة من حيث الثقافة المهنية والعلمية في جميع المجالات، وذلك لاعتبار هذه المستويات هي الأساس في تشكيل وبناء المعرفة والمهارات العملية للطلاب الذين سيغدون قادة المستقبل.
تم اعداد الاستراتيجية الوطنية لتطوير الإحصاءات الرسمية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والتي أقرها مجلس الوزراء الفلسطيني في آذار من العام 2018 لتكون ملائمة للإيفاء بمتطلبات أهداف التنمية المستدامة (SDGs) 2030 وفق ما ركزت عليه أجندة السياسات الوطنية 2017-2022 “المواطن أولاً”. وركزت استراتيجية الإحصاءات الرسمية على زيادة وعي المستخدمين بمن فيهم الطلاب والأطفال حول توفر الإحصاءات المختلفة وإمكانية الوصول إليها والذي هو جزء من الهدف الاستراتيجي الأول “تعزيز استخدام الإحصاءات في إعداد السياسات والتنمية، وصنع القرار ومراقبة الاستجابة لأهداف التنمية المستدامة”.
لقد أدرك الجهاز أهمية البيانات، ومن هذا المنطلق سعى إلى تنفيذ العديد من المبادرات والأنشطة الموجهة لطلبة المدارس كمستخدمي للبيانات. ومن هذه المبادرات والأنشطة التي تم تنفيذها، المسابقة الإحصائية لطلبة المدارس بعنوان “مستقبلي في أرقام” التي تم تنفيذها في عامي 2017 و 2018 وإطلاق موقع الكتروني إحصائي خاص بالأطفال في عام 2016 (http://pcbs.gov.ps/Students/index.php). ويتضمن الموقع ألعاب إحصائية كما ويستعرض الموقع المهارات الإحصائية الأساسية باستخدام التصورات المرئية. بالإضافة إلى ذلك، يحرص الجهاز على تنظيم زيارات مدرسية للطلبة إلى مقره لتعريف الطلاب بالإحصاء وأهميته.
مبادرة علم البيانات: “مدارس بلا جدارن”:
تنتشر البيانات في كل مكان: على الإنترنت، على التلفزيون، في الصحف، في الألعاب، في المدرسة، وفي العمل. وتُعتبر هذه البيانات ضرورية لتلبية احتياجاتنا اليومية، ويزداد استخدام الناس لقراءة البيانات وتفسيرها.
إذا كانت العلوم تشرح كيفية عمل العالم من حولنا، فإن علم البيانات نستخدمها لرسم الأفكار وحل المشلكل من حولنا، حيث ان القدرة على فهم البيانات أو الحجج التي تستند إلى البيانات والتبرير في استخدامها ضرورية للمواطن لفهم ما يجري من حوله في حياته اليومية.
يُحاط الطلاب بشكل يومي بالبيانات وذلك من خلال المناهج التعليمية، نتائج الاختبارات، نتائج الألعاب، الرياضة وغيرها من الأشكال. وقد تم تنفيذ العديد من المبادرات العالمية لتعزيز نهج استخدام علم البيانات للأطفال بهدف تعزيز مهاراتهم في مجال استخدام البيانات من خلال التقنيات السهلة لدراسة قضية معينة، وإيجاد حلول خلاقة للمشاكل بطريقتهم الخاصة باستخدام أدوات جذابة ومرئية (رسوم بيانية تفاعلية، وأدوات الرسم…إلخ).
أقدم المبادرون والمتطوعون في بلدان مختلفة من دول العالم مثل أمريكا، ماليزيا، اسكتلندا، وبريطانيا وغيرها من الدول بابتكار أدوات متعددة وتصميم لغات برمجة متخصصة لتعليم الأطفال علم البيانات كغيره من علم الأحياء أو الكيمياء أو الرياضيات. ومن أجل تحقيق ذلك، حرص المبادرون والمتطوعون على العمل ضمن جميع المجالات التعليمية من خلال تنفيذ دورات متخصصة، كتدريب المعلمين، وإقامة شراكات مع عدد من المدارس بهدف خلق تجارب فريدة من نوعها التي بدورها تغيّر نظرة الطلاب للجوانب المختلفة في الحياة وتشجعهم على أن يكونوا قادة المستقبل المؤثرين على المجتمع.
تهدف مبادرة علم البيانات الخاصة بطلبة المدارس إلى تطوير مهاراتهم التحليلية الأساسية لجعلهم معتادين على آلية تنظيم البيانات والتصور المرئي والتحليل. سيقوم الطلاب خلال هذه المبادرة على التعامل مع البيانات بطريقة ممتعة ومشوقة باستخدام لغات وأدوات سهلة لتساعدهم على توسيع منظورهم الفكري في سن مبكرة من أجل خلق مفكرين ومبدعين يتفاعلون مع المجتمع ويساهمون في حل المشاكل بطريقة فعالة ومبتكرة والتي من الممكن توجيهها نحــو تحقيق نمو شامل وتخطيط متطور لمجتمع افضل.
يسعى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والجامعة العربية الأمريكية في فلسطين، إلى إطلاق مشروع بعنوان “مدارس بلا جدارن” ويأتي ذلك تحت مظلة مبادرة علم البيانات على مدى السنوات الثلاث المقبلة وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وتستهدف هذه المبادرة 15 مدرسة في فلسطين منها (الحكومية والخاصة والأونروا).
تشير الأرقام الإحصائية إلى أن 45% من السكان الفلسطينيين تقل أعمارهم عن 18 عاماً حيث بلغ عددهم (2,226,077)[1] في حين أن عدد الطلاب المسجلين في المدارس في فلسطين بلغ (1,282,054) طالباً للعام الدراسي (2018/2019)[2].
الأهداف:
تشمل أهداف المشروع ما يلي:
- تطوير المهارات التحليلية الأساسية للطلاب.
- سد الفجوة ما بين الفهم النظري والواقعي لعلم البيانات.
- تشجيع الطلاب على استخدام أفضل للبيانات لما فيه مصلحة المجتمع.
- تعزيز التفكير المرتبط باستخدام أساليب جمع وتحليل البيانات لمعالجة المشاكل الملحة التي تواجه المجتمع.
- تعزيز التعاون الثنائي مع وزارة التربية والتعليم باعتبارها أحد الشركاء الرئيسيين.
الخطوط العريضة للمشروع:
- التعريف بعلم البيانات، تاريخه، نشأته واهم العوامل المؤثرة عليه
- تعزيز المعرفة الإحصائية واهمية البيانات العلمية في صنع القرارات
- التعرف على المصطلحات العلمية ذات العلاقة بعلم البيانات مثل البيانات الضخمة والاستكشاف والذكاء الاصطناعي
- التعرف على مصادر البيانات المتوفرة حسب المجالات المختلفة وكيفية الوصول الى هذه البيانات
- تعريف طلبة المدارس بالمجهول في عالم الالكترونيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والقطاعات العلمية الأخرى وكيفية الاستفادة من علم البيانات لدارسة ومراقبة قضية معينة.
- تعريف طلبة المدارس بالمسار الإنتاجي الذي يدور خلف ستار الاستخدامات التكنولوجية اليومية، بهدف بناء قدراتهم الفكرية وتعزيز إدراكهم.
[1] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2019. تقديرات منقحة مبنية على النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشات، 2017. رام الله – فلسطين.
[2] وزارة التربية والتعليم، 2019. قاعدة بيانات مسح التعليم للعام الدراسي 2018/2019. رام الله – فلسطين